ضحى الغد(1)
سيف الدين حسن العوض
أولاً وقبل كل حساب
بادئ ذي بدء ... وبالعربي كده بداية... وبالدارجي أولاً
وقبل كل حساب، اصدقكم القول اني لا اريد ان اكتب لكي يقال اني كاتب، ولا اريد ان
اكتب لكي اقبض ملايين مقابل ذلك، ولا اريد ان اكتب لانه ليس لدي موضوع افعله ولهذا
اريد ان اكتب وافضفض كما يقولون، ولا اريد ان اكتب لكي اكون مشهوراً مثل احمد
البلال الطيب او عثمان ميرغني او د. عبد اللطيف البوني، لا هذا ولا ذاك، بل اريد
ان اكتب حتى افيد امتي وابناء امتي وخاصة المثقفين من امثالكم الذين يقرأون مقالتي
هذه الان، واصل الحكاية اني مررت بتجارب لا اقول انها ناجحة كلها ولكنها تجارب
صقلتني وجعلتني احسب نفسي حكيم زمانه، ولست مثل آخرين لم تصقله التجارب ومن ثم
بدأوا يكتبون (كلام خارم بارم) والكلام الخارم بارم هو الكلام الذي لايودي ولا
يجيب او كلام والسلام، ولاازكي نفسي واقول اني احسنهم ولكني اقول انه ينبغي لم عرك
الحياة وعركته ان يكتب عن تجربته عسى ولعل تفيد الغير، ولكن من لايملك التجربة او
الخبرة في هذه الحياة عليه ان يتزود بالتجربة ثم ياتي لكي يدونها ليقرأها الآخرون،
لا اريد ان اطيل في هذه المقدمة واقول (كلام ساكت) وطبعا الكلام الساكت هو الكلام
الذي لامعنى له مثل محلك سر، فكيف اكون في محلي واسير فهكذا هو الكلام الساكت،
وهذه طبعا من روائع الادب السوداني الخالص او الخاص جدا، ما علينا دعونا ندلف
للموضوع مباشرة، واقول لكم اني لن الوث قلمي آسف عمودي هذا بالخوض فيما لايعنيني
.. واعني بما لايعنيني هنا تحديدا السياسة سواء كانت السياسة الداخلية او الخارجية
فللسياسة رجالها وانا لست سياسياً وبالطبع مشكلة السودانيين انهم كلهم سياسيون ...
يريدون أن يتناولوا طبق السياسة كل يوم وكل منهم مثل آنشتين في النسبية او نيوتن
في الجاذبية الارضية او فرويد في اصل الانسان او افلاطون في علم الاجتماع او
ماكلوهان في علم الاتصال، ومن خلال تجربتي المتواضعة في عدد من الدول التي زرتها
مثل ماليزيا واندونيسيا والسعودية او الامارات، او مصر فان شعوب هذه الدول تركت
السياسة لرجال السياسة وتفرغت هي للعمل والانتاج، ومن ثم تقدمت تلك الدول التي
ذكرتها آنفاً وتخلفنا نحن، علينا اولاً وقبل كل حساب ان يعمل كل منا في مجال تخصصه
... وما نصير زي ما بيقولوا: سبع صنائع والبخت ضائع، وان نتقن العمل فان الله
سبحانه وتعالى يحب اذا عمل أحدنا عملاً ان يتقنه، او كما يقول رسولنا الكريم عليه
افضل الصلاة واتم التسليم، ومن ثم نضع الخطط والبرامج ونحدد الاهداف، حتى نحقق
بعضها او كلها بنهاية الخطة، ونمرحل البرامج التي لم تنفذ للخطة القادمة وهكذا
دواليك. لا اريد ان اطيل عليك عزيزي القارئ فان خير الكلام ما قل ودل واللبيب بالاشارة
يفهم، والكلام كالدواء إن قللت منه نفع وإن أكثرت منه قتل.(نشر في العدد الاول من صحيفة اول النهار يوم الاثنين 2/2/2015م)
